الدكتور أنور حلمي: قراءة شاملة في واقع وتحديات المنظومة الصحية في مصر

رؤية الدكتور أنور حلمي حول مستقبل الطب والجراحة الروبوتية في مصر

عام من التطور الطبي… حصاد الدكتور أنور حلمي وطموحاته للعام الجديد

هجرة الأطباء أزمة تتطلب حلولًا جذرية

الأورام وأمراض المسالك البولية… نظرة تحليلية

التأمين الصحي الشامل خطوة واعدة تحتاج إلى دعم قوي

بين الواقع والطموح… مستقبل الرعاية الصحية

الفجوة بين الطب المصري ونظيره في أوروبا؟

التطور الطبي في مصر يسير ولكن ينقصه الاستثمار في البنية التحتية

يشرح أسباب زيادة الأورام في المجتمع

460 عملية روبوتية ناجحة… إنجاز طبي يرويه الدكتور أنور حلمي

لماذا ينجح الطبيب المصري في الخارج؟

يُعَدّ الدكتور أنور حلمي واحدًا من أبرز الأسماء اللامعة في مجال أمراض الكلى والمسالك البولية في مصر، وهو من الجيل الذي جمع بين الخبرة الإكلينيكية العميقة والرؤية العلمية المتقدمة، ليصبح نموذجًا للطبيب الذي يطوّر في مهنته ويحمل رسالة إنسانية واضحة تجاه مرضاه ومجتمعه. وعلى مدار سنوات طويلة، استطاع الدكتور حلمي أن يقدّم إسهامات مؤثرة داخل المستشفيات التي عمل بها، سواء على مستوى تطوير الخدمات الطبية أو إدخال التقنيات الجراحية الحديثة وعلى رأسها الجراحة الروبوتية التي برع فيها حتى أجرى مئات الحالات الناجحة، ما جعله من أوائل المتخصصين في هذا المجال داخل مصر والمنطقة.

ويُعرف الدكتور أنور حلمي بشغفه المستمر في متابعة أحدث البروتوكولات العالمية، وحرصه على تطبيق معايير الجودة، وإيمانه العميق بأن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وهو ما يظهر بوضوح في رؤيته للمنظومة الصحية ومستقبل التأمين الصحي الشامل، وفي تحليله الدقيق للفجوات التي تفصل بين النظام الطبي المحلي ونظيره في الدول المتقدمة. كما يتميز بخبرة واسعة في التعامل مع أمراض الكلى المعقدة، وأورام المسالك البولية، والأساليب الحديثة في التشخيص والعلاج الجراحي وغير الجراحي.

وفي هذا الحوار، يفتح الدكتور أنور حلمي قلبه لمجلتنا ، ليقدّم قراءة صادقة وشاملة لما تحقق خلال العام الماضي، ولطموحاته للعام الجديد، وللتحديات التي تواجه الأطباء والمنظومة الصحية، وللمخاطر الصحية الحديثة التي بدأت بالظهور، وعلى رأسها زيادة معدلات الأورام، إلى جانب رؤيته للتقدم الهائل في التقنيات العلاجية التي غيّرت شكل الممارسات الطبية في السنوات الأخيرة.

تحدّث د. أنور حلمي عن رؤيته للعام الماضي والطموحات المنتظرة في العام الجديد، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى القطاع الطبي في مصر.

عام طبي جيد… وإنجازات على مستوى الدولة والمستشفيات

يصف الدكتور أنور العام الماضي بأنه سنة جيدة في المجال الطبي، سواء على مستوى الدولة أو داخل المستشفيات، حيث شهد القطاع الطبي توسعًا في المشروعات والتطوير الشامل، مع استمرار برامج قومية مهمة مثل مبادرة 100 مليون صحة واستكمال ما تحقق في ملف فيروس C.

وعلى المستوى الشخصي، أعرب عن امتنانه لما تحقق في مستشفاه، مشيرًا إلى التطور الكبير الذي تشهده مستشفى كيلة دوري، وما وصلت إليه في الجراحات الروبوتية. يقول:

“وصل عدد العمليات التي أجريتها بالروبوت الجراحي حتى الآن إلى 460 حالة، وما زلنا مستمرين… وهذا تطور مهم للغاية.”

طموحات العام الجديد: التأمين الصحي الشامل في الصدارة

يشدد الدكتور أنور على أن أبرز ما يتمناه في العام الجديد هو استكمال منظومة التأمين الصحي الشامل ودخول محافظات جديدة ضمنه. ويشير إلى ما تحقق في بورسعيد، الإسماعيلية، والسويس، متمنيًا أن تمتد المنظومة إلى جميع المحافظات:

“لو اكتملت المنظومة على مستوى الجمهورية، سيكون لها تأثير ضخم على جودة الخدمات الطبية وتقليل الفجوة بيننا وبين الدول الأوروبية.”

لماذا لا تزال بعض العمليات تُجرى في الخارج؟

طرحنا على الدكتور أنور سؤالًا عن سبب استمرار بعض المرضى في السفر للخارج لإجراء عمليات دقيقة. فأوضح:

كفاءة الأطباء المصريين موجودة وبقوة.

الأجهزة الحديثة أيضًا متوفرة.

الاختلاف الأكبر يكمن في مستوى الخدمة الطبية، التجهيزات، والتمريض في بعض التخصصات الدقيقة.

ويضيف:

“الطبيب المصري عندما يسافر إلى أوروبا أو الدول العربية يبرز بسرعة… ليس لأن كفاءته تغيرت، ولكن لأن نظام العمل الطبي هناك مضبوط ببروتوكولات صارمة توفّر الخدمة المثالية.”

ويؤكد أن مصر ما زالت طاردة للكفاءات بسبب عدم تحسن الدخول بما يتناسب مع تكلفة المعيشة، ما يدفع الكثير من الأطباء للسفر “بحثًا عن الدخل الأفضل”.

مشكلة الأجور… وتأثيرها على نجاح التأمين الصحي

حول إمكانية نجاح التأمين الصحي الشامل رغم انخفاض أجور الأطباء، يقول:

“لا بد أن نواكب النسب الدستورية للصرف على الصحة… الدستور نصّ على نسبة تقارب 10%، بينما نحن لم نصل حتى لـ 3%.”

ويشير إلى أن نقص التمويل يضغط على المنظومة الصحية، ويؤثر على بقاء الأطباء داخل البلاد.

أمراض الكلى والمسالك البولية… ما الذي انتشر مؤخرًا؟

عند سؤاله عن أكثر الأمراض ظهورًا أو انتشارًا في الوقت الحالي، يوضح الدكتور حلمي:

أبرز الزيادات حاليًا تسجّل في الأورام.

جزء من الزيادة يرجع إلى ارتفاع الوعي والكشف المبكر.

وجزء آخر بسبب التحول الصناعي (الـ Industrialization) وزيادة التلوث، ما يرفع معدلات بعض الأورام الخبيثة.

لكنه يشير أيضًا إلى تطور ضخم في أساليب العلاج، الجراحات الحديثة، والروبوت الجراحي، مما حسّن النتائج بشكل ملحوظ.

بين مصر والعالم… ما الذي نحتاجه؟

يختتم الدكتور أنور حديثه قائلاً:

“الفرق بيننا وبين الخارج لم يعد في كفاءة الأطباء… بل في نظام العمل وتجهيزات الخدمة الطبية. لو اكتملت منظومة التأمين الصحي وارتفع مستوى الخدمة، سنقترب كثيرًا من الدول المتقدمة.”